الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى
حــــقـــــــيـــــــقـــــــــه
هذا الحديث يأتي في سياق الحقيقة التالية ( الرجل لا يستطيع أن يعيش بدون المرأة !)
كلام كبير أليس كذلك ؟
شخصيا أعتقد أن جميع البشر يعون هذه الحقيقة إما بالحال أو بالمقال ولكن ما هو الشيء الذي لا يستطيع الرجل أن يعيش بدونه وهذا الشيء لدى المرأة ؟
أنا هنا ونيابة عن الرجال أمثالي سأقول لكم ما هو هذا الشيء...
نظرة ؟ ضحكة ؟ غمزه ؟ همسة ؟ ضمة !؟ خلوة !؟
لا...
إنها ( العاطفة )....
لم أقل ( الحب ) ولكن قلت ( العاطفة )...
لن أدعي بأن الرجل لا يريد ما ذكرته من افتراضات... ولكن أقول لو حصل الرجل على كل ما سبق وأكثر دون حصوله على ( العاطفة ) سيبقى خاوي الفؤاد يتلمس ويبحث عن من تمده بـ( العاطفة ).
ولكن لماذا قلت ( العاطفة ) ولم أقل ( الحب )؟
إن مصطلح ( الحب ) أصبح عند إطلاقه يعني عاشقين أو زوجين، ولذلك قلت ( العاطفة )
ولكن ما هي ( العاطفة ) ؟؟
إنها قوة تملكها المرأة تستطيع منحها من تريد من الرجال...
إنها مادة تملكها المرأة وهي مادة ضرورية للرجل ليبقى على قيد الحياة قوي صامد...
هذه القوة لا علاقة لها بالغريزة الجنسية أو الميل الفطري...
لذلك قلت ( عاطفة ) لتعلم المرأة أن ما تملكه تستطيع أن تمنحه لوالدها..لزوجها..لشقيقها..لأبنها..
فكل هؤلاء هم بحاجة لهذه ( العاطفة )...
لذلك لا ينبغي على المرأة أن تبحث في الأسواق أو في فضاءات الانترنت عن من تعطيه هذه ( العاطفة ) فلتنظر حولها ، أليس الأقربون أولى بالمعروف ؟
إن ما نعانيه في مجتمعاتنا من علاقات محرمة بين المرأة والرجل مرده إلى امرأة تبحث عن من يستوعب هذه العاطفة الجياشة لديها ، فتكون النتيجة أن تقع بيد ذئب أو بيد رجل يبحث عن ( العاطفة ) المحرمة...
انظروا حولكم هل تجدون شاب في مقتبل العمر يحب أخته ويبوح لها بسره ؟
انظروا حولكم هل رأيتم رجل يحب أمه أكثر من زوجته ؟ هل تعرفون لماذا ؟ لأنه لم يجد لديها ما يجده عند أمه من عاطفة!.
هل رأيتم رجل قلبه متعلق بإحدى بناته حتى بعد زواجها وابتعادها عنه؟ إنها من كانت تمده بالعاطفة.
ابحثوا حولكم لن تجدوا امرأة تبذل( العاطفة ) ونالها الهجر والنكران من أبيها أو أخيها أو ولدها...
في قلب كل رجل عظيم امرأة...
انظروا في التاريخ وفي حياتكم لن تجدوا رجل عظيم ناجح إلا وفي قلبه امرأة تمده بـ( العاطفة ) – إلا ما ندر-
وخذوا بعض الأمثلة:
المرأة مع زوجها:
في الحديث الصحيح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( أمرت أن أبشر خديجة ببيت في الجنة من قصب،لا صخب فيه ولا نصب).
فماذا فعلت أمنا خديجة حتى تستحق هذه البشارة؟
قال السهيلي: - أنه صلى الله عليه وسلم لما دعا إلى الإسلام أجابته خديجة طوعاً ، فلم تحوجه إلى رفع صوت ولا منازعة ولا تعب في ذلك، بل أزالت عنه كل نصب، وآنسته من كل وحشة، وهونت عليه كل عسير...)
وماذا يريد الرجل غير ذلك!!؟؟.
المرأة مع شقيقها:
قيل للخنساء ما هذه الندوب في وجهك؟ قالت من طول البكاء على أخوي! فقيل لها أخواك في النار! قالت ذلك أطول لحزني عليهم، إني كنت أشفق عليهما من القتل، وأنا اليوم أبكي لهما من النار.
فالخنساء التي قدمت أولادها في سبيل الله تشفق على أخويها من القتل! أي عاطفة هذه !؟.
وانظروا كيف بادلها صخر هذه العاطفة...
تقول الخنساء: زوجني أبي سيد قومه، وكان رجلاً متلافاً، فأسرف في ماله حتى أنفده، ثم رجع إلى مالي فأنفده أيضاً، ثم ألتفت إلى فقال: إلى أين يا خنساء؟ قالت: إلى أخي صخر! قالت فرحلنا إليه، ثم قسم ماله شطرين ثم خيرنا في أحسن الشطرين، فرجعنا من عنده، فلم يزل زوجي حتى أذهبه جميعه، ثم التفت إلي فقال إلى أين يا خنساء؟ قلت:إلى أخي صخر! قالت: فرحلنا إليه، ثم قسم ماله شطرين وخيرنا في أفضل الشطرين، فقالت زوجته: أما ترضى أن تشاطرهم مالك حتى تخيرهم بين الشطرين؟ فقال:
والله لا أمنحها شرارها... فلو هلكت قددت خمارها
واتخذت من شعر صدارها... وهي حصان قد كفتني عارها
المرأة مع أبنها:
عندما حوصر عبد الله بن الزبير في مكة وأيقن أنه هالك قرر أن يحمل على من حاصره
ولكنه كان بحاجة إلى دفعة (عاطفية) يقبل بها إلى مصيره بنفس راضية مطمئنة...
فذهب إلى أمه أسماء بنت أبي بكر يستشيرها فقالت له : إن كنت تعلم انك على حق وإليه تدعو فامض له , فقد قتل عليه أصحابك , ولا تمكن رقبتك يلعب بها غلمان بني أمية , وان كنت إنما أردت الدنيا فبئس العبد أنت , أهلكت نفسك ومن قتل معك , فقبل رأسها وقال هذا الرأي الذي قمت به , ما ركنت إلى الدنيا وما دعاني إلى الخروج إلا الغضب لله ,فانظري فاني مقتول فلا يشتد حزنك.
امرأة في قلب مجاهد...
عندما كنا في أرض الرباط كانت حاجتنا إلى هذه ( العاطفة ) ملحة لأمران:
الأول أن خروجنا إلى الجهاد كان استشعار لما يتعرض له نساء المسلمين من انتهاك.
الثاني: أن الكثير منا خرج دون رضا صاحبة المخزون الاستراتيجي للعاطفة فزاد ذلك في وحشة قلبه.
ولا زلت أذكر يوما أن أشار صاحبي إلى أحد المرابطين وقال أترى هذا؟ إنه لا ينزل إلى بلاده على خلاف الكثير من المرابطين فقلت لماذا ؟ قال لأن أباه وأمه وشقيقته يأتون إلى زيارته في كل إجازة لرؤيته وتثبيته!!
فقلت ما أسعده بأمه وشقيقته ذلك والله نعيم مقيم...
وعند حديث المرابطين عن الزواج والزوجات أو (حور الطين) كما كان يقال فإن الحديث يتحول مباشرة عن المرأة الجزائرية ليس من أجل حسنهن ولكن لما ينقل إلينا من أن الفتاة الجزائرية تقبل بالزواج من شهيد لم يستشهد أو مصاب لم يصب بعد!!!
عكس من كنا يطلبن العودة إلى الوطن والاستقرار بين الأهل والأحباب كشرط للزواج!!!
ختاما فلتجرب كل فتاة أن تمنح أخاها هذه ( العاطفة ) ولترى هل يفيده ذلك ويفيدها