موضوع: الابتزاااااااااااااز العاطفي الإثنين مارس 24, 2008 2:56 pm
إذا وقفنا أمام مفهوم الابتزاز العاطفي لوجدناه عبارة عن موقف ما أو كلام ما أو وجهة نظر ما، لشخص ما، مهمته الأساسية إدخالك مرحلة الخجل من نفسك أو من تصرفك أو إحساسك بالخطأ من موقف اتخذته في يوم من أيام هذا العالم. بكلمة أخرى إن الابتزاز العاطفي هو تحميلك مسؤولية لا علاقة لك بها. إنها محاولة السيطرة عليك عاطفيًّا ونفسيًّا.
من هنا نرى الأخ الذي يستخدم أخوّته وذكوريته، لإشعار أخته أنها تسيء الى العائلة إذا خرجت مع صديقاتها للسينما. أو إذا جلست مع زملائها من الشباب في كافتريا الجامعة، أو إذا تكحلت وخرجت من البيت. ومن أجل ألا تزعج أخاها الذي يبتزها عاطفيًّا، تترك صديقاتها، وتنعزل عن العالم وتمشي في الجامعة كأنها أبو الهول.
ومن هنا نرى الى الزوجة التي تقول لزوجها إنها لن تتعشى ولن تنام إلا حين يعود من سهرته خارج البيت، مما يجعله يتوقف عن الذهاب للسهرة أو العودة مبكرا، ومن هنا نرى لصديقك الذي يقول لك، إنه يعتمد عليك ولكنك خذلته.
إن التعاطف مع الآخر هو جزء من تكوينك الإنساني الفطري، وهو ما يساهم في إنضاج تجربتك الحياتية، ولكن أن تجعل عطفك على الآخر يسيطر عليك ويبتزك، فهذا يعني أنه سوف يدمرك من الداخل، وكلنا يعرف أن دمار الداخل هو الدمار الذي يحتاج فيه الإنسان إلى كم هائل من الطاقة للتخلص من آثاره السلبية التي تؤدي الى الأمراض النفسية وتحولها الى أمراض عضوية.
أنت لست مدينًا لأحد، ما تستطيع أن تقوم به قم به وما لا تستطيع أن تقوم به قل مباشرة إنك لا تستطيع.
لا تجعل الآخرين يبتزونك عاطفيًّا، لا تتركهم يدمرون حياتك، لماذا تجلس وتلوم نفسك على موضوع لا علاقة لك به؟
لا تقبل أن تكون الضحية الدائمة، لا تسمح لأي إنسان أن يبتزك، حتى لو كان أقرب الناس إليك. ماذا يجدي أن تبرر لهم سلوكهم غير السوي وتدمر نفسك؟
ثق بنفسك أنك لا تفعل إلا الخير ولا تهتم لآراء الآخرين، فأنت نسيج وحدك، لك أفكارك وتكوينك ونفسيتك وثقافتك وتطلعاتك الخاصة. قم بها.
أن تقبل عبودية الآخرين، الأهل، الأقرباء، وابتزازهم سيحوّل حياتك الى دمار دائم، لماذا تعيش في هذا الدمار؟
لا تجعلهم يقمعونك، ويمنعونك من حرية الاختيار وحرية القول وحرية الحركة، لا تجعل حبك لهم قيدًا عليك...